منذ مدة .. و أنا أرقب كل برامج الطبخ في القنوات الفضائية !

يأتِ الطبَّاخ - الماهر - مرتدياً زيَّ المطبخ ليقف أمام المشاهدين وعلى رأسه تلك القبعة التي

لا يلبسها أي شخص ككل القبعات العادية .. بل تُخفي تحتها عقلاً مبتكراً لأنواع الأكلات ..

ويُقال في الحياة - العزوبية منها - أن العُزاب يتعلمون كيف يطبخون أطعمتهم المفضلة / كـ الكبسة !

وهذا محض إفتراض ليسَ إلا ! ، فأي أعزب في الوقت الحاضر يرى أن مطاعمه التي تعود على إرتيادها باتت

جزءاً من حياته الرتيبة ..

ولكن ماذا عن المتزوج الذي يخرج في نزهة مع زوجته و أبنائه ، و تجده قد شمَّر عن ساعديه و بدأ

بإعداد المقادير وتقطيع البصل والطماطم ليكون هوَ المُعد لهذه الوجبة الرائعة في حياتنا كسعوديين وخليجيين

وبعض أشقائنا في بلاد العرب ؟! .. هل هي مغامرة ، مبادرة ، أم .. مجازفة ؟

الطبخ مهنة شريفة .. تُضاف إليها المتعة والمؤانسة ، و إلا لما وجدتم "الطباخ" في التلفزيون باسماً

و يتحدث عن إعداد أكلته - اليوم - بكل إبتهاج !

لكن .. تبرز المشكلة في من يُجرب ، و يُحاول !

تُجرب أن تطبخ طبخة ما ، فتنقلب رأساً على عقب ، و تعود فتحاول تكرار التجربة إلا أنه تفاجئ

بأنك سوف تتناول أكلتك - السيئة - لتخفي معالم جريمتك النكراء في مطبخ المنزل قبل أن تأتي والدتك

أو والدك .. لتوبيخك طبعاً ، لا من أجل مشاركتك في الأكل !

حسناً ..

لماذا نحن - الشباب - لا نطلب بجدية من أمهاتنا ، أو أخواتنا وزوجاتنا تعلم الطبخ ؟!

ولمَ دائماً إعتدنا إنتظار الوجبة تقدم إلينا جاهزة بلا أن نضع فيها لمساتنا .. هل هي نقص الثقة مثلاً ما

يجعلنا نبتعد عن خوض غمار "الطهي" و الإبداع فيه ؟! ، أم هي النظرة المستاءة إلى عملنا في مطبخ

جرت العادة ألا يكون للرجل مكاناً لإبداعاته في هذا المجال على وجه الخصوص !

تعالوا قبل أن نتعلم الطبخ .. نتخيل فقط يا شباب :

غداً .. لن تجد والدتك معك ، أو زوجتك مريضة ، وأختك "ماهي فاضية لك تطبخلك" هل تجبرها ؟ لا تستطيع !

غداً .. إعلان عام لإغلاق كل المطاعم في البلد ! ، و لن تجد مطعماً بخارياً مفتوحاً بسبب ترحيل العمالة ..

غداً .. حصلت مشكلة ! ، أمك وأختك - وخدامتكم - إضطروا للخروج أو السفر و بقيت أنت وحدك و المطاعم

لا يزال قرار إغلاقها سارياً !

أجبني يا صديقي الجائع ، ما الذي سوف تفعله حينها إن جاءت فترة الغداء ، و أشتهيت الكبسة ..

هل سوف تقنعني أنك ستتناول قطعاً من البسكويت أو الشوكولاته لتسد جوعك ؟ .. أضحكتني يا صاح !

ستظل شهيتك قابعة مكانها لا تبرح إلا إذا شممتَ رائحة "الكشنة" تفوح من قاع "قدر الضغط" !

عزيزي الأعزب :

ما الذي يُرعبك في المطبخ ؟! ، هل قدور الضغط مرعبة ، هل صوتها مخيف !

هل أشكال - الأواني المنزلية - لا تروق لكَ ؟ شكل الملعقة الكبيرة المعدة لتحريك طهي الطعام .. مُفزعاً ؟!

هل "صينية البشاميل" يصعب أن تدخلها في الفرن بعدما تقوم بوضع مقادير هذه المعكرونة الرائعة !

هل تخشى أن تحرقك / أناملك ؟ ..

إذا كنتَ لا ترى أي ما تخشاه أو تخافه هنا ، فما هو مُبررك لكي ترفض الطبخ ؟!